الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***
ابن عبّاد: يقال: عليه وَطْفَة من الشَّعر. وقال غيره: الوَطَفُ؟ بالتحريك- كثرة شَعر الحاجبين والأشفار وإرخاؤهما، يقال: رجل أوْطَف بيِّن الوَطَفِ وفي صفة النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «في أشفَارِه وَطَفٌ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وسُحابَةٌ وَطْفاءُ: إذا كانت مُسترخية الجوانب لكثرة مائها، قال امرؤ القيس: دِيْمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ *** طَبَقُ الأرْضِ تَحَرّى وتَدُرّْ وقال ابن فارس: الوَطَف في المطر: اهماره. وقال أبو زيد: الوَطْفاءُ: الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيْثَة طال مطرها او قصُر. وفيها وَطَفٌ: إذا تدلَّت ذُيُولُها، وكذلك ظلامٌ أوطَف. وعيش أوْطَف: أي رَخِيٌّ. والتركيب يدل على طول شيء ورَخاوته. والوَظِيْفُ: مُستَدقُّ الذراع والساق من الخيل والإبل وغير ذلك، قال طَرَفة بن العبد يصِفُ ناقة: تُبَاري عِتَاقًا ناجِياتٍ وأتْبَعَتْ *** وظِيْفًا وَظِيْفًا فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ والجَمْع: أوْظِفَة، ثم وُظُف؟ بضمَّتين-. وجاءت الإبل على وَظِيْف واحد: إذا تبِع بعضها بعضًا. ووظَفْتُ البعير: قصَّرت قيده. ووظفتُه: أصبت وظِيفه. وقال الأصمعي: يُستَحَبّ من الفرس أن تعْرضَ أو ظِفَة رِجليه وتحْدَبأوظِفَةُ يديه. وقال أبو عمرو: الوظيف من الرجال: الذي يَقوى على المشي في الحَزن. والوظيفة: ما يُقدَّر للإنسان في كل يوم من طعام أو رزق، والجمع: وظائف ووُظف، وأنشد الليث: أبْقَتْ لنا وَقَعلتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَة *** ما هَبَّتِ الرِّيْحُ والدُّنْيا لها وُظُفُ وقال ابن عبّاد: الوظيفة: العهد والشرط. وقال ابن العرابيّ: يقال: مرّ يظِفُهم وَظفًا: أي يتبعهم. والتَّوْظِيْفُ: تعيين الوظيفة. ويقال: إذا ذبحت الذبيحة فاستوظِف قطع الحُلقوم والمئ والوَدَجيْن: أي استوعب ذلك كله. وقال ابن عبّاد: المُواظَفة: مثل الموافقة والمؤازرة. وواظَفْت فلانًا إلى القاضي: إذا لازمته عنده. والتركيب يدل على تقدير شيء. ابن دريد: الوَعْفُ؟ والجمْع: وِعَافٌ-: وهي مواضِع فيها غِلَظ. وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ. وقال ابن الأعرابي: الوعُوف والعُوُوْفُ والوُغُوْفُ؟ بالغين المُعجَمة-: ضَعْف البصر. ابن دريد: الوَغْفُ: قطعة أدَم أوكِسا تُشد على بطن العَتُود أو بطنِ التَّيْس لئلاّ يشرب بَوله أو ينْزو. وقال ابن الأعرابي: الوَغْفُ والوغُوْفُ: ضَعْف البصر، قال ابن سعد المعنيُّ: بِعَيْنِكَ وَغْفٌ إذْ رَأيْتَ ابن مَرْثَدٍ *** يُقَسْبِرُها بفُرْقُمٍ يَتَزَيَّدُ ووغَفَ يغِفُ وَغْفًا: إذا أسرع وعَدا. وقال أبو عمرو: أوْغَفَتِ المرأة: إذا ارتهزَت عند الجِماعِ تحت الرجل، وأنشد: لَمّا دَجاها بِمِتَلّ كالصَّقْبْ *** وأوْغَفَتْ لذاكَ ايْغَافَ الكَلْبْ قالت: لقد أصْبَحْتَ قَرْمًا ذا طَبّ *** بما يُدِيْمُ الحُبَّ منه في القَلْبْ وأوْغَفَ: عدا وأسرع؛ مثل وَغَفَ، قال العجّاج يذكر الكلاب والثور: وأوْغَفَتْ شَوَارِعًا وأوْغَفا *** مِيْلَيْنِ ثُمَّ أزْحَفَتْ وأزْحَفا وقال ابن الأعرابي: أوْغَفَ: إذا سار سيرا مُتعبا. وأوْغَفَ: إذا عَمِش. وأوْغَفَ: أكل من الطعام ما يَكفيه. وقال ابن عبّاد: الإيغاف: أنْ يُدلي الكلب لِسانه من شدة الحر. وأوغَفْتُ الخِطمي وأوخفْتُه: بمعنى. الوَقْفُ: سِوار من عاج، قال الكُميت يصِف ثورًا: ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتا *** يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ ووقفت الدابة تقف وقوفًا، وكذلك الإنسان، قال امرؤ القيس: قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ *** بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ ووقفْتها أنا وقفًا يتعدى ولا يتعدى، قال الله تعالى: {وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ}، وقال ذو الرُّمة: وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَتي *** فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع. ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه. ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفًا. والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان. وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية، قال النابغة الجَعدي؟ رضي الله عنه- يصِف فرسًا: فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ *** يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ وقال أيضًا: شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهما *** نَهى نَفَسًا أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه. ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره. والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة. وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات. وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس. والواقِفُ؟ أيضًا-: خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى؟ مثال خِصَّيْصى-: الخِدمة. وفي حديث عمر؟ رضي الله عنه-: لا يُغير عن وِقِّيْفاه. ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر، قال لبيد رضي الله عنه: لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ *** إلى أُحُدٍ كأنَّهُنَّ وُشُوْمُ فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ *** تَرَبَّعَ فيه تارَةً وتُقِيْمُ والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد. والوَقْفُ؟ أيضًا-: بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة. وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكذلك ما أشبهه. وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد: فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ وقال دريد: بن الصِّمَّةِ: فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَهُ *** فما كانَ وَقّافًا ولا طائشَ اليَدِ والوَقّافُ العقيلي: شاعر. وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ. ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ. والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه: فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ *** تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ وأنشده ابن دريد وابن فارس: "مُطْرَّدَةٍ مِمّا"، سَلْفَعُ: اسم كلْبة. وأوْقَفْتُ وَقْفًا للمساكين؟ بالألف-، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت، قال الطِّرمّاح: فَتَطَرَّبْتُ للهَوى ثُمَّ أوْقَفْ *** تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ. وحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَنًا. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف. ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفًا: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ. ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما. وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيًّا مستديرا، وأنشد: كَوَيْنا خَشْرَمًا في الرَّأْسِ عَشْرًا *** ووَقّفْنا هُدَيْبَةَ إذْ أتانا والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ: وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا *** بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَرُوْنِ أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها. ويقال؟ أيضًا-: ثور مُوَقَّفٌ، قال العجّاج: كأنَّ تَحْتي ناشِطًا مُجَأَّفا *** مُذَرَّعًا بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فذلك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان. وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سوادًا، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقًا لا ينقطع أبدًا. ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفًا، وقد ذُكِر معناه. والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ، قال جميل بن معمَر العُذري: تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا *** وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا ويُروى: "أوْمَأْنا"؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة؟ إنما هذا لِمُضَرَ. وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ. وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفًا وبيَّنْتُه وتَبْيينًا؛ وهما واحد. وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلانًا: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف. قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا. والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه. وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقيًا لا يعْقِر. والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم. وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه. قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة. وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال. وواقَفْته على كذا. واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ. والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء. الوَكْفُ: النِّطَعُ، قال أبو ذُؤيب الهُذليّ: تَدَلّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ *** بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها "و" وَكَفَ البيت يَكِف وَكْفًا ووَكِيْفًا وتَوْكافًا: أي قطر، قال العجّاج: وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى *** وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَا وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم. وقال الليث: الوَكَفُ؟ بالتحريك-: وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ. وقول النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَكَفِ؟ قال: قوم تَكَفَّأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر. قال شَمِر: الوَكَفُ قد جاء مفسّرًا في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَكَفَّأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت. والوَكَفُ؟ أيضًا-: العَيب والإثم، وقد وَكِفَ؟ بالكسر- وَكَفًا. ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَكَفٍ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. قال مالك بن العَجلان الخَزرجي؟ وهو من أبيات الكِتاب- ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك: الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ *** تِيْهمُ من وَرائنا وَكَفُ أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ. والوَكَفُ في قَول العجاج يصِف ثورًا: غَدا يُباتري خَرِصًا واسْتَأْنَفا *** يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَكَفًا سَفْحُ الجبل. والوكَفُ؟ أيضًا-: الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَكَفَ فلان: أي جوْرَه. وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان. وقال ابن فارس: الوَكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ؟ رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَكَفُ: العَرَق؟ بعين مُحقَّقة-، وأنشد: رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَةً بهمْ *** على وَكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَكْفٌ ولا وَكَفٌ: أي فَساد وضَعْف. ووَكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَكَفوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ. والوَكْفُ -بسُكُونِ الكاف-: النِّطَعُ. والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ. وقال ابن عَبّاد: أوْكَفْتُه: أوقعتُه في الإثم. وأوْكَفَ البيت: لغة في وَكَفَ. ويقال: أوْكَفْتُ البغل وآكَفْتُه ووَكَّفْتُه تَوْكِيْفًا وأكَّفْتُه تَأكِيْفًا: إذا وضعْت عليه الوِكافَ. واسْتَوْكَفَ: أي اسْتَقطَر. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثًا. والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء. وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور -رضي الله عنه- يَصف الخَمْر. إذا اسْتُوْكِفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها *** كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِيْبُ وواكَفْتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته، قال ذو الرُّمة: مَتا ما يُوَاكِفْهُ ابن أنْثَى رَمَتْ بهِ *** مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ ويُروى: "مَتا ما يُواجِهْها" أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل. ويقال: هو يَتَوَكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم. ويقال: توَكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه. ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان. وقال أبو عمرو: التَّوَكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال: سَرى مُتَوَكِّفًا عن آلِ سُعْدى *** ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنا وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا. بَرْقٌ وَلِيْفٌ: أي مَتتابِع، قال صَخْر الغَيِّ الهُذلي: لِشَمّاءَ بَعْدَ شَتَاتِ النَّوى *** وقد بِتُّ أخْيَلْتُ بَرْقًا وَلِيْفا أي اثنين اثنين مرّتين مرتين برقين برقين، وأخْيَلْتُ: رأيت المَخِيلة. وقال الأصمعي: وَلَفَ البَرق يَلِف وَلِيْفًا. والوَليْفُ والوِلافُ: ضَرْبٌ من العَدْو؛ وهو أن تقع القوائم معًا، وكذلك أن يجيء القوم معًا، قال الكميت: ووَلّى بإجْرِيّا وِلافٍ كأنَّهُ *** على الشَّرَفِ الأقْصى يُسَاطُ ويُكْلَبُ أي مُؤتَلِفَةٍ. وقال ابن الأعرابي: الوِلافُ في قَول رُؤبَة: ويَوْم رَكْضِ الغارَةِ الوِلافِ *** بازي جِبَالٍ كَلِبُ الخُطّافِ الإعتزاء والاتصال. والتركيب يدل على التتابع. وَهَفَ النَّبَات يَهِفُ وَهْفًا ووَهِيْفًا: أي أورق واهتزَّ؛ مثل وَرَفَ يَرِفُ وَرْفًا ووَرِيْفًا. والواهِفُ والوافِهُ: سادن الكنسية وقيِّمُها التي فيه صليبهم، وعمله الوِهَافَة والوُهْفِيَّة والوِفَاهَةُ والوُفْهِيَّة. ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: لا يُغَيَّر واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه ولا قِسِّيْس عن قِسِّيْسيَّتِه. ويروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه. وفي حديث عائشة وذكرت أباها -رضي الله عنهما-: قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ قد طوَّقه وَهْفَ الأمانة -ويروى: الإمامة-. أي القيام بها، من واهِفِ النَّصارى. وأصله من وَهَفَ يَهِفُ: إذا دَنَا، ووَهَفَ ووَحَفَ: أخوان، يقال: خُذ ما وَهَفَ لك ووَحَفَ لك: أي دنا وأمْكَنَ، وذلك أنّ القيِّمَ بالشيء دانٍ منه أبدًا لازِم له لا يُرَخِّص لنَفْه في التَّجَافي عنه. ويَجوز أن يكون من وَهفَ النَّبْتُ إذا أوْرَق واهتزَّ لأنه حينئذ يظهر صلاحه؛ فشُبِّه به ما يَظْهَرُ من صَلاح الشيء بقَيِّمِه والمُعتنى بشأنه. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب م ي ح. وقال الأزهري: معناه: قلَّدَه القيام بشرف الدين بعده، كأنها عَنَتْ أمْره إياه بأن يُصلِّي بالناس في مرضه، ويقال: وَهْفٌ وهَفْوٌ؛ وهما الميل من حقٍّ إلى باطل وضَعْفٍ، قال: وكِلا القولين مَدح لأبي بكر -رضي الله عنه-: أحدهما القيام بالأمر؛ والآخر رَدُّ الضَّعْفِ إلى قُوَّة الحقّ. وقال قتادة في قوله تعالى: {يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هذا الأدْنى ويقولُونَ سيُغْفَرُ لنا} نَبَذوا الإسلام وراء ظهورهم وتمنوا على الله الأماني كلّما وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أكلوه ولا يُبالون حلالًا كان أو حَرامًا: أي بدا لهم وعَرَض، يقال وَهَف لي كذا وَهْفًا: أي طَفَّ لي. ومنه حديثه أيضًا: كانوا إذا وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أخذوه؛ وإلاّ لم يتقطّعوا عليها حسرةً. وكذلك أوْهَفَ، يقال: ما يُوْهِفُ له شيء إلاّ أخَذَه: أي ما يرتفع. الهَتْفُ والهُتَافُ -بالضم- الصوت؛ ويقال: الصوت الشديد، يقال: هَتَفَ به يَهْتِفُ -بالكسر-. وهَتَفَتِ الحمامة: أي صوَّتَت، قال جميل: أأنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَةً *** تُبَكِّي على جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ وسَمعت هاتِفًا يَهْتِفُ: إذا كنت تسمع الصوت ولا تُبصر أحدًا. وقال أبو زيد: هَتَفْتُ به: مَدَحْتُه. ويقال: فُلانَةُ يُهْتَفُ بها: أي تُذْكَر بالجمال. وقوس هَتّافَةٌ وهَتُوْفٌ وهَتَفى -مِثال جَمَزى-: أي ذاة صوت تَهْتِفُ بالوَتَر، قال أميَّة بن أبي عائذ الهُذَلي: على عَجْسِ هَتّافَةِ المِذْرَوَيْنِ *** زَوْراءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمَالِ وقال الشَّنْفَرى يَصِف قوسًا: هَتُوْفٌ من المُلْسِ المُتُونِ يَزِيْنُها *** رَصائع قد نِيْطَتْ عليها ومِحْمَلُ وقال أبو النجم يصف صائدًا: أنْحى شِمالًا هَمَزى نَضُوْحا *** وهَتَفى مُعْطِيَةً طَرُوحا الليث: الهِجَفُّ: الظليم المُسنُّ، وأنشد: هِجَفٌّ كأنَّ به أوْلَقا *** إذا حاوَلَ الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ كَمِثْلِ الخِباءِ وَهى طُنْبُهُ *** فَطَارَتْ رَعابِيْلَ من قُلَّتِهْ وقال ابن فارس: أظنّه من الباب الذي زِيْدَت فيه الهاء وأُبدلت زايه جِيما، وهو من الزِّفِّ وهو ريشه. وقال غيره: الهِجَفُّ من النَّعام والناس: الجافي الثَّقيل، قال الكُميت: هو الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً *** وفِيْمَنْ يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثّقَّلُ وقال أبو عمخرو: الهِجَفُّ: الرَّغِيْبُ الجَوْفِ، يقال منه: هَجِفَ -بالكر- يَهْجَفُ هَجَفًا -بالتحريك-: إذا جاع؛ وزاد ابن بُزُرْجَ: واْتَرْخى بطنه. وقال أبو سعيد: العَجِفَة والهَجِفَة واحِد: وهو من الهُزال، قال كعب بن زُهير -رضي الله عنه-: ونِقْنِقًا خاضِبًا في رَأْسِهِ صَعَلٌ *** مُصَعْلَكًا مُغْرَبًا أطْرَافُه هَجِفا وقال ابن عَبّاد: الهَجْفان: العطشان. قال: وهَجِفَتْ أرضنا: تَنَاثر ما فيها. والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيْبُ البطن، قال: قد عَلِمَ القَوْمُ بَنُو طَرِيْفْ *** أنَّكَ شَيْخٌ صَلِفٌ ضَعِيْفْ هَجَفْجَفٌ لِضِرْسِهِ حَفِيْفْ *** والهَجْفَةُ: الناحية النديَّة، قال: سارُوا جَميعًا حِذَارَ الكَهْلِ فاكْتَنَعُوا *** بينَ الإيَادِ وبين الهَجْفَةِ الغَدِقَهْ الهَدَفُ: كل شيء مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنّه كان إذا مرَّ بهدف مائل أو صدف مائل أسرع المَشي. ومنه سُمِّي الغرض هدَفًا، وبه شُبِّه الرجل العظيم، قال أبو ذُؤيبٍ الهُذلي: إذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَهُ *** وأعْجَبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ وقال السُّكري: الهَدف من الرجال: الثقيل النوم الوَخْم الذي لا خير فيه. وقال ابن عبّاد: تدعى النعجة للحلب فيقال: هَدَفْ هدفْ. وفي النوادر: هل هدَفَ إليكم هادِفٌ أو هَبَشَ هابشٌ؟: يَسْتخبره هل حدث ببلده أحد سوى من كان به. ويقال: جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفَةٌ: أي جماعة. والهِدْفَة: القِطْعة من الناس والبيوت، مثل الخِبْطة، يُقيمون في مواضعهم. وقال ابن عبّاد: هَدَفوا إلى موضع كذا: دخلوا إليه. وهَدَفَ للخمسين: قارَبها. وهَدَفَ يَهْدِفُ: كَسِلَ وضَعُفَ. وقال غيره: الهِدْفُ -بالكسر-: الجَسيْم. وأهْدَفَ على التل: أشْرَف عليه. وامرأة مُهْدِفَة: أي لَحِيْمَة. وأهْدَفَ إليه: لَجأ. وقال شَمِر: الإهْدَافُ: الدُّنوُّ من الشيء والاستقبال له والانْتِصاب، يُقال: أهْدَفَ القومُ: إذا قَرُبُوا. وأهْدَفَ له الشيء: إذا اعْرَض واسْتَدَفَّ، كالهَدَفِ للرّامي. ومنه قول عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه-: لقد أهْدَفْتَ لي يوم بدر فَصِفْتُ عنك، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: لكنك لو أهْدَفْتَ لي لم أصِف عنك. ومنه حديث الزّبير: أنه اجتمع هو وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- في الحِجر، فقال الزُّبير: أما والله لقد كُنت أهْدَفْت لي يوم بدر لكني استبقيتُك لمثل هذا اليوم، نفقال عمرو: وأنت والله نلقد كُنت أهدفْت لي وما يَرني أن لي مثل ذلك بفَرَّتي منك. وقال بعضهم: لمّا أهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلت ولمّا أهْدَفَتْ لهم تَفرقوا. وكَفَلٌ مُهْدِفٌ: إذا صار كالهَدَفِ في عِظَمه وعِرضه، وأنشد ابن السكِّيت: لها جَمِيْشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ *** مِثْلُ سَنَامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ واستَهْدَفَ: أي انتصب، قال جُبَيْهاء الأشجعي: وحتّى سَمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدَةٍ *** على قَدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتقاصِرِ وقال النابغة الذبياني يصف الرّكب: وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ *** رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ وشيء مُستهْدِف: أي عَرِيض. والتركيب يدل على انتِصاب وارتفاع.. ابن عبّاد: إبل هَذَارِيف: أي سِرَاع، جمْع هُذْرُوْفٍ. والهَذْرَفَةُ: السّرْعَة. أبو عمرو: الهَذّافُ: السريع، وقد هَذَفَ يَهْذِفُ هُذُوْفًا: إذا أسْرَع، وسائق هَذّاف: أي جادٌّ، وأنشد: يُبْطِرُ ذَرْعَ السّائقِ الهَذّافِ *** بِعَنَقٍ من فَوْرِهِ زَرّافِ وفَرَس هَذِف: أي سريع. وجاء مُهْذِفًا ومُهْذِبًا: أي سريعًا. ابن عبّاد: الهِرْجَفُّ: الرجل الخَوّار. الهِرْشَفَّةُ: قطعة خِرْقَة أو كِسَاء يُنَشَّفُ بها ماء المطر من الأرض ثم تُعْصَر في الجُفِّ، وذلك في قلة الماء، قال: أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ *** ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ وقال آخر: كُلُّ عَجُوْز رَأْسُها كالكِفَّهْ *** تَحْمِلُ جُفًَّا مَعَها هِرْشَفَّهْ وقال أبو عُبيد: بعضهم يقول: الهِرْشَفَّةُ من نَعت العجوز وهي الكبيرة. وقال الليث: يقال لصُوْفَةِ الدَّواة إذا يَبِسَتْ: هِرْشَفَّة، وقد هَرْشَفَتْ واهْرَشَّفَتْ. وقال أبو خَيْرَة: التَّهَرْشُف: التَّحَسِّي قليلًا قليلًا، والأصل التَّرَشُّف، فزِيدَت الهاء. وكذلك الشَّهْرَبَة للحُوَيْضِ حول أسفل النخلة، والأصل فيها الشَّرَبة، فزيدت الهاء. ابن عبّاد: هِرْصِيْفٌ: اسم من أسماء الرِّجال. الليث: الهَرْفُ: شِبْه الهَذيان من الإعجاب بالشيء، تقول: ففلان يَهْرِف بفلان نَهاره كلّه. وفي الحديث: أنّ رُفْقَةً جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يَهْرِفُوْنَ بصاحب لهم ويقولون: يا رسول الله ما رأينا مثل فلان ما ِرنا إلاّ كان في قراءة ولا نزَلنا إلاّ كان في صِلاة. ومنه المثل: لا تَهْرِفُ بما لا تَعْرِف. ويقال لبعض الباع: يَهْرِف، لكثرة صوته. وقال ابن الأعرابي: الهَرْفُ: مَدح الرجل على غير خِبْرة. وقال غيره: أهْرَفَ الرجل وأحْرَفَ: إذا نمى ماله. وقال بعضهم: أهْرَفَتِ النّخلة: أي عجَّلَتْ أتاءها. وقال أبو حاتم في كتاب النخلة: هَرَّفَتْ تَهْرِيْفًا. قال: ويقال رأيت قوْمًا يُهَرِّفُونَ في الصّلاة: أي يُعَجِّلون. وقال ابن فارس: ما أُرى هذه الكلمة صحيحة. ابن عبّاد: المَرأة المُهَرْنِفَة: الضعيفة في صوتها وبُكائها. قال: وهَرْنَفَ الرجل: وهو ضَحِك في ضَعْف. ابن دريد: ظَلِيْم هُزْرُوْف وهُزارِفٌ -وزاد ابن عبّاد-: هِزْرَوْف؛ مِثال بِرْذَوْن-: وهو السريع الخفيف. وقال الأصمعي: هَزْرَفَ في عَدْوِه: أي أسرع. وقال أبو عمرو: الهِزْرِفَةُ -بالكسر- والهِزْرَوْفَةُ -مثال بِرْذَوْنَة-: النّاب الكبيرة والعجوز. ابن دريد: هَزَفَتْه الريح -في بعض اللغات-: إذا اسْتَخَفَّتْه. والهِزَفُّ والهِجَفُّ من الظّلمان: الريع الخفيف، وهي لُغة ربيعة. وقيل: هو الجافي. وقيل: هو الطويل الرِّيش. ويقال: النّافِر. ابن السكِّيت: باتت السماء تَهْطِف هَطْفًا: أي تَمْطُرُ. قال: والهَطِفُ -مثل كَتِفٍ-: المطر الغزير، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع: مُجْرَنْثِمًا لعداهُ باتَ يَضْرِبُهُ *** منه الرُّضابُ ومنه المُسْبِلُ الهَطِفُ وبنو الهَطِفِ -مثال كَتِف-: حي من العرب من كنانة. وقيل: من بني أد؛ وكانوا أول من نَحَت هذه الجِفان وكانوا حُلفاء في كِنانة، قال أبو خَراشٍ الهُذليّ يرثي دُبيَّة السُّلَمي: لو كانَ حَيًّا لَغاداهُمْ بِمُتْرَعَةٍ *** فيها الرَّواوِيْقُ من شِيْزى بَني الهَطِفِ وقال ابن عبّاد: هَطَفَ الرّاعي يَهْطِفُ هَطْفًا: إذا احتلَبَ فتسْمَع هَطْفَ الحليب وحَفيْفَه. والهُطَيْفُ -مَصَغّرًا -: حِصن باليمن في جبل واقِرَة. ابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفًّا وهَفِيْفًا: إذا سَمِعت صوت هُبوبها. وسحابة هِفٌّ -بالكر-: لا ماء فيها. وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد: لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَفِّ *** تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ والهِفُّ -أيضًا-: الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه. والهِفُّ -أيضًا-: الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة. وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها. والهِفُّ -أيضًا- والهَفُّ: سمك صِغار. وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال. وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ. وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش. ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِمارًا هَفّافًا. والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، وقيل: البارد. وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران، قال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام: يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ *** ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافًا ثَخِيْنا أي يُلْبِسُهن جَناحًا، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه. وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص. وقول ذي الرُّمّة: وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْذْتُهُ *** فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِبًا َضمرا "يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد". والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة. وفي حديث علي -رضي الله عنه- أنه قال في قوله تعالى: {أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم} قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها. والهَفِيْفُ: سرعة السير، قال ذو الرُّمة: إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنا *** بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن. وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ. وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف. والهَفْهَافُ: العطشان. واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض. وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر، قال امرؤ القيس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة *** تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة. وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة: كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَمِيْلَةٍ *** يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل. وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع. والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت. ابن عبّاد: الهَقَفُ؟ بالتحريك-: قِلة شهوة الطعام. ابن دريد: الهَكْفُ؟ زعموا-: السرعة في العَدو والمَشي، ومنه بناء هَنْكَفٍ: وهو موضع، والنون زائدة. وقال مَرّة: الكَهْف زعموا. ابن الفَرَجِ: سمعت زائدة: الهِلَّغْفُ؟ مثال جِرْدَحْلٍ-: المُضطرب الخَلْقِ. الهِلَّوْفُ: العظيم الجافي، قال قيس بن عاصم المِنْقَريُّ؟ رضي الله عنه- يرد على امرأته منْفوسة بنت زيد الفوارس بن حُصين بن ضرار الضَّبيِّ قولها: أشْبِهْ أبي أو أشْبِهًا أباكا *** أمّا أبيفلن تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ عن تَنَالَهُ يَداكا *** أرادت: أن تناله. فقال قيس: أشْبِهْ أبا أبيكَ أو أشْبِهْ عَمَلْ *** ولا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ في مَضْجَعِهِ قد انْجَدَلْ *** وارْقَ إلى الخَيْراتِ زَنًْا في الجَبَلْ وقال ابن الأعرابي: الثقيل البطيء الذي لا غناء عنده. وقال الأموي: الهِلَّوْف: الرجل الكبير الهَرِم. وقال الليث: الهِلَّوْف: الكَذُوب من الرجال. والهِلَّوفُ: اللِّحية الضخمة. وقال ابن دريد: الهَلَفُ: فعلمُمات، ومنه اشتِقاق رجل هِلَّوْف: وهو الكثير الشَّعَرِ الجافي. ولِحية هِلَّوْفَة: كثيرة الشعر، وأنشد غيره: هِلَّوْفَةٌ كأنَّها جُوَالِقُ *** نَكْدَاءُ لا باركَ فيها الخالِقُ لها فُضُوْلٌ ولها بَنَائقُ *** وقال ابن فارس: الهِلَّوْفُ: الجمل الكبير؛ واليوم الذي يستُر غَمامه شمسه. وقال ابن عبّاد: الهِلَّوْفَة: العجوز. ورجل هُلْفُوفٌ: كثير شعَرِ الرَّأس واللحية. والتركيب يدل على كِبر وضِخَمٍ. ابن عبّاد: الهِلَّقْفُ؟ مثال جِرْدَحْلٍ-: الفَدْم الضّخمُ. الإهْنَافُ: ضحك فيه فُتُور كضحك المُسَتهزِئِ. وقال الأصمعي: أهْنَفَ الصَّبي: وهو مِثل الإجْهَاشِ وهو التَّهَيُّؤُ للبُكاء. وقال غيره: الإهْنَافُ والتَّهْنِيْفُ: الإسراع، يقال: أقْبَلَ مُهْنِفًا ومُهَنِّفًا. والتَّهَانُف: ضَحك فيه فُتور كضحك المُسْتَهْزِئ؛ مثل الإهْنَاف، قال الكُمَيْت: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْنِ بَيْضاءُ كاعِبٌ *** تَهَانَفُ للجُهّالِ منهم وتَلْعَبُ وأنشد الليث: إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأهْلِهِ *** حَدِيثَ الرَّنا فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ قال أبو ليلى: الرَّنا ها هنا: اللَّهو. وكذلك المُهانَفَةُ والهِنَافُ، وأنشد: نَغُضُّ الجُفُوْنَ على رِسْلِها *** بِحُسْنِ الهِنَافِ وخَوْنِ النَظَرْ وهذا نَعت في ضَحك النساء لا يُوصف به الرِّجال. وقال الأصمعي: المُهَانَفَةُ: المُلاعَبَةُ. الهُوْفُ؟ بالضم-: الريح الحارة، وقال ابن دريد: البارِدَة، قالت أمّ تأبَّطَ شرًا تُؤبِّنُه: وابناه ليس بِعُلْفُوْفْ؛ تَلُفَّهُ هُوْفْ؛ حَشى من صُوْف. والهُوْفُ؟ أيضًا-: الرجل الأحمق. وقال ابن دُريد: رجل هُوْفٌ: إذا كان جبانًا لا خير فيه. وقال ابن عبّاد: الهُوْف: نحو سِحَاءِ البَيْض. والتركيب يدل على الخِفَّة. الهَيْفُ: الريح الحارة تأتي من قِبل اليمن؛ وهي النَّكْباء التي تجري بين الجنوب والدَّبُور من تحت مجرى سُهيل، قال ذو الرُّمّة: وصَوَّحَ البَقْلَ نَأّجٌ تَجِيءُ بِهِ *** هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ وفي المثل: ذهبت هَيْفٌ لأدْيانِها. وإنما جمَع الأديان لأن الهَيْفَ اسم جِنْس، وجاء باللاّم على مَعنى إلى؛ أي رَجعت إلى عاداتها. وقال أبو عُبد: الهَيْفُ السَّموم وقولهم: لأديانها؛ أي لعادَتِها، وعادَتُها أن تُجَفِّفَ كل شيء وتُيَبِّسه. يُضرب عند تَفَرق كل إنسان لشأنه، وقيل: يُضرب لكل من لزم عادته ولم يُفارِقها. والهافَةُ من النُّوْقِ: التي تعطش سريعًا، وهي من الياء، وكذلك المِهْيَافُ. وقال الليث: المِهْيَاف: الذي قد هافَتْ إبِلُه، قال عمرو: إذا المِهْيَافُ ذو الإبل اجْتَواها *** وأعْرَضَ مِشْيَةَ الجَمَلِ المُغِدِّ وقال الأصمعي: رجل مُهْيَافٌ: سريع العطش، قال الشَّنْفَرى: ولَسْتُ بِمِهْيَافٍ يُعَشّي سَوَامَهُ *** مُجَدَّعَةً سُقْبانُهاوهيَ بُهَّلُ وقال ابن عبّاد: المِهْيَافُ من افبل: المِعْنَاقُ. ورجل هَيْفانُ: أي عطشان. والهَيَفُ؟ بالتحريك-: ضُمْرُ البطن والخصِرة، وقد هَيِفَ هَيَفًا. وهافَ يَهافُ هَيْفًا: لغة في هَيِفَ هَيَفا؛ وهي لغة تميم. وامرأة هَيْفَاءُ، وفرس هَيْفَاءُ، وقوم وخيل هِيَفٌ. وقال ابن عبّاد: يقال للعبد إذا ابق: هافَ يَهاف؛ أي يستقبل الرِّيح، وكذلك الإبل، وهي إبل هائِفَة. وقال غيره: أهَافَ القوم: أي عَطِشَت إبلُهم، قال: وقد أهَافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا *** وتَهَيَّفَ الرجل: من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتّى: من الشتاء. واهْتَافَ: أي عَطِش. والتركيب يدل على حرارة وعطش؛ ثم يُستعار ذلك. ابن السكِّيت: اليَسَفُ: ذُباب، وأنشد لعَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع يَمدح مُرَيَّ بن ربيعة بن مسعود الكلبي: حتّى أتَيْتُ مُرَيًّا وهو مُنْكَرِسٌ *** كاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغابَةِ اليَسَفُّ ويروى: "السَّعَفُ" وهما بمعنى، قال: ولم نَسمع بهذين إلاّ في هذا الشعر، قال: ولعلّهما يكونان لُغة لهؤلاء القوم.
|